Post Image

ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة من القرن الخامس عشر لأرشيف الجامعة الأمريكيّة في بيروت


Wed 2024/07/17

عام 1965، عندما تزوّجت ناديا ملحم تلحوق من أنيس عساف، في سنّ الثّانية والعشرين، لم تكن تتوقّع أن تتلقّى أغلى هدية من عمّها فؤاد. كانت هذه الهديّة وصيّة قديمة جدًا، مكتوبة بخطّ اليد على ورق طوله ثلاثة أمتار مصنوع من ألياف الكتّان. كانت هذه الوصية للأمير السّيد جمال الدّين عبد الله التّنوخي (1417–1479)، الّذي وُصف بأنّه واحد من أكثر الشّخصيّات الموقرة في تاريخ المُوحّدين الدّروز. مدفنُه في قرية عبيه، في قضاء

عاليه،هو موقع مقام للمجتمع الدرزي.

ناديا تلحوق عساف وسط عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت

بالنّسبة  الى ناديا، كانت هذه الهديّة مسؤوليّة، حيث كانت تشعر دائمًا أنّها وصيّة على هذه الوثيقة وليست مالكتها.

لمدّة تقارب السّتّة عقود، حافظت ناديا على هذه الوثيقة بأمان، حيث حملتها من بلد إلى

أخر اينما انتقلت.

لأسبابٍ غير معروفة، انتقلت الوصية إلى أمريكا اللّاتينية نحو نهاية القرن التّاسع عشر، حيث بقيت لمدّة حوالي خمسين عامًا. ثم تمّ تسليمها إلى عمّ ناديا، فؤاد، الذي أعادها إلى لبنان بعد الحرب العالمية الثانية.

 

بعد عشر سنوات، أعطاها لها في يوم زفافها، ممّا يضمن أنّها تفهم أن هديّته تمثّل أكبر ثقته في قدرتها على العناية بهذه الوثيقة الثّمينة وتمريرها إلى الأجيال القادمة.
 
اليوم وبحضور عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت، وبعد ما يقرب 60 عامًا من تلقيها هذه الوثيقة، تقوم ناديا البالغة من العمر واحد وثمانين عامًا بتسليم هذا الكنز التاريخي إلى أرشيف ومجموعات الجامعة الأميركية في مكتبة جافيت، حيث سيتم الحفاظ عليه بعناية وجعله متاحًا للعلماء والمؤرخين وأي شخص مهتم بالتاريخ الغني للطائفة الدرزية والتراث اللبناني الأوسع. تقول: "أنا سعيدة  وفخورة بأن هذه الوثيقة التي أعتز بها ستكون متاحة  للجميع ليتأملوها ويدرسوها".

Comments